بنت صغيرة اسمها (سارة) , تعيش مع أمها وأبيها في بيت جميل . تذهب كل يوم إلى المدرسة حتى يوم السبت والأحد . عطلة نهاية الأسبوع في مدينتها هي يوم واحد ، هو يوم الجمعة ، لذا عليها أن تذهب ستة أيام إلى المدرسة .
في مساء احد الأيام أكملت (سارة) واجباتها المدرسية . نظفت أسنانها بفرشاة جديدة ثم ذهبت إلى الفراش .جاءت أمها لتقبلها قبلة النوم .
قالت ( سارة) لأمها:
ــ أريد أن أكون سمكة ..؟
ــ سمكة..؟
ردت الأم باندهاش. ثم سألتها :
ــ لماذا تريدين أن تكوني سمكة..؟
أجابت (سارة):
ــ لأن السمكة لا تنهض كل يوم مبكرا لتذهب إلى المدرسة.. ! إنها تعيش في البحر حرة وتستطيع أن تفعل كل شيء.
ابتسمت أمها قائلة لها :
ــ أنت مخطئة يا حبيبتي لأنك لا تتعلمي في البحر ففي البحر لا توجد مدرسة!
قالت (سارة):
ــ لكن السمكة تستطيع أن تذهب في البحر أينما تريد . لا تذهب للمدرسة وهي سعيدة بذلك لذلك أريد أن أصبح سمكة.
تعبت (سارة) . بدا عليها النعاس . قبلتها أمها وأطفأت النور ثم قالت لها:
ــ تصبحين على خير يا حبيبتي وخرجت من الغرفة.
ذهبت ( سارة ) في نوم عميق, فحلمت أنها أصبحت سمكة ، لكنها لم تصبح سمكة عادية كباقي السمك بل أصبحت سمكة بجسدها ولها رأس فتاة.
لم تكن (سارة) راضية على شكلها ذي النصفين. لم تشعر بسعادة لأن باقي الأسماك لا تقترب منها . لا يريد أحد أن يلعب معها أو يتكلم معها . كل الأسماك خائفة منها .
أحست (سارة) بالحزن والوحدة . أمها لم تكن موجودة معها في البحر . افتقدت أصدقائها كلهم . خافت ولم تعرف ماذا تفعل.
بدأت (سارة) تصرخ وتبكي وتنادي : ماما..ماما..
فجأة استيقظت فزعة , فرأت أمها بجانبها تحاول إيقاظها لتذهب إلى المدرسة.
فرحت عندما رأت أمها لأن ما حدث لها لم يكن حقيقة ، بل حلما.
عانقت أمها ، ثم قالت:
ــ لقد كنت محقة يا ماما . لا أريد أن أصبح سمكة . سأذهب سريعا وارتدي ملابسي لأذهب إلى المدرسة .
